التطريز هو هواية أخرى من الهوايات التي تحبها المرأة وتقضي كثيراً من وقتها وهي تمارسها، إن كان ذلك في صباها أو في شبابها، وهي تتعلم فنَّ التطريز صبيةً من أمها وأترابها، وتُعلِّم بناتها من بعدها، لينتقل ذلك الإرث الثمين من جيل إلى جيل. وكم رأينا أمهاتنا وأخواتنا وهن يعملن جاهدات على تطريز ثيابهن التقليدية الجميلة، وكم رأينا فتيات من البادية يرعين المواشي وفي يد كل واحدة منهن قطعة قماش سوداء تطرز عليها أشكالاً هندسية مختلفة لتكمل جزءاً من ثوب تعمل في تطريز قطعه المختلفة.
وكثيراً ما تحمل بعضهن خريطتها أو حقيبتها القماشية التي تضم شَلاَّت خيوطها الحريرية، وبعض إبرها وقطع القماش التي تطرزها.
والتطريز في اللغة: هو وَشْيُ الثياب ورَقْمُها، وطَرَّزَ الثوب؛ أي وشّاه وزخرفه. وفي الرائد ؛ التطريز: هو
الوشي والتزيين بالخيوط والرسوم في الثياب أو نحوها.
والتطريز عبارة عن رسمٍ هندسيّ معيّن ترسمه المرأة بإبرتها على قماش ثوبها، أو على أي قطعة قماش أخرى تريدها، وهو يتكون من غُرَزٍ متناسقة بشكل هندسيّ متقن، تأخذ شكل الرسمة التي تريدها المرأة بعد تطريزها، وتتكرر تلك الرسمة مرات ومرات في كثير من الحالات حتى تصبح قطعة هندسية جميلة.
والغُرْزَة تُسمّى عند العامة" رِتْبة" وتُجمع على رُتَب، وحتى غرز العمليات الجراحية تسمى رتب، يقال خاطوا جُرْحَه 10رتبات وهكذا..
وكل غرزة متكاملة تسمى" حَبَّة"، وكلّ رسْمة متكاملة تسمى" دار"، تقول المرأة: ظَلّ عَلَيّ دارين، أو ظل على الدار حبّتين وهكذا..
وهناك طريقتان تستعملهما المرأة في تطريز ثوبها هما:
التطريز العادي: وهو الذي يتكون من غُرزة غُرزة، أو حَبّة حَبّة كما تسميها المرأة، وتكون الحَبَّة منها مكوّنة من غُرزتين متقاطعتين على شكل علامة الضرب" x". وهذا النوع من غُرز الخياطة أو التطريز هو السائد والأكثر انتشاراً لسهولة العمل به، وما زال كذلك حتى اليوم.
التطريز المثَمَّن : وهو نوع آخر من غرز التطريز ظهر في العقود الأخيرة ولم يكن معروفاً من قبل في الصحراء، ويتكون من أربع غرزات متقاطعة، هي الحبّة العادية التي ذكرناها أعلاه، ويضاف إليها غرزتان على شكل علامة الجمع (+)، فتبدو وكأنها ثماني غُرز، ومن هنا جاءها الاسم (مثَمَّن)، والتطريز بهذه الطريقة أقل جمالاً لكثافة الخيوط والتفافها فوق بعضها البعض ولحجم الحبّة الكبيرة نسبياً.
هذان النوعان من غرز التطريز هما المستعملان في تطريز الثياب حيث يكون الأول في الدرجة الأولى والثاني يأتي بعده وهو أقل منه انتشاراً كما ذكرنا.
ومن عيوب التطريز مَدّ الغرزة بشكل أفقي طويل ثم العودة إليها بغرز قصيرة متتالية فتكون عدة حَبّات قد بُنيت على خيط واحد، والأفضل أن تُطرز كلّ حَبّة بشكل منفرد، وكثيراً ما تقول المرأة لابنتها: "لا تمدّي الخِيطَة"، أي لا تخيطي وتطرزي بهذه الطريقة.