منتديات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات

omar
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اسماء الصحابيات وصفاتهن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ABDO-king

ABDO-king


المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

اسماء الصحابيات وصفاتهن Empty
مُساهمةموضوع: اسماء الصحابيات وصفاتهن   اسماء الصحابيات وصفاتهن Emptyالثلاثاء مايو 11, 2010 6:14 am

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لي أحبتي بالله أن أبدا معكم سلسلة من حياة الصحابيات حول الرسول الله صل الله عليه وسلم وأن شاء الله كل يومين نتعرف على صحابية جديدة في عهدا الرسول الله صل الله عليه وسلم أتمنى ان تنال اعجابكم هذة السلسة من حياتهن ...


المقدمـة:
الحمد الله رب العالمين ونصلي ونسلم على خير الخلق أجمعين، نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم، أحمده تعالى الذي جعل الدنيا متاعاً وخير متاعها المرأة الصالحة، أما بعد،
فإن تاريخ النسوة الصالحات لا ينسى، بل هو متواصل ومثمر، على مر الأزمان والسنين، ومن هؤلاء النسوة ، صحابية جليلة، عالمة، عاقلة، صابرة، متعبدة، صاحبة بصيرة في تأويل الرؤيا، لقبت بصاحبة الهجرتين، حيث إنها أول من هاجرت إلى الحبشة وتلتها إلى المدينة المنورة، حصلت على وسام الإيمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:- " الأخوات الأربع مؤمنات:- ميمونة، و أم الفضل، وسلمى، و أسماء".

أسمــاء بنت عميـس


(رضي الله عنهـا)
أسماء بنت عميس هي مثال يجب أن تحتذي به كل امرأة وفتاة في عصرنا الحالي، وقدوة حسنة لكل أم حيث تعطي دروساً في تنشئة الطفل الصالح، ومدرسة لكل زوجة قدمّت دروساً في الإخلاص والوفاء للزوج. وقد وفّق الله الباحثة في كتابة البحث بإشراف الأستاذ خالد فراج، عن حياة الصحابية الجليلة، أسماء بنت عميس- رضي الله عنها. وقد جاء الموضوع في ثلاثة أقسام، تناول القسم الأول: نسبها والقسم الثاني: وقفات من حياتها، أما القسم الثالث فكان عن فاتها، ثم خلاصة فيها الدروس والعبر المستفادة من
دراسة شخصيتها.


ومن الصعوبات التي واجهت الباحثة في دراسة شخصية مثل أسماء بنت عميس هي عدم القدرة على الإلمام بالمصادر والمراجع التي تحدثت عنها، وتشابه هذه المراجع في معلوماتها.

وتزعم الباحثة بأنها حاولت جَلاهدها أن تعطي صورة وافية عن أسماء بنت عميس- رضي الله عنها- فإن أصابت فذلك من الله، وإن أخطأت فذلك من نفسها، وأسأل الله أن ينال العمل القبول، والتوفيق، وآخر دعواي أن الحمد الله رب العالمين.

نسبهــــــــا:-


هي أسمـــاء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية ابن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن أقبل الخثعمية.وأمهـا:- هند بنت عوف بن زهير بن الحارث الكنانية وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخوات ميمونة لأم هن عشر أخوات وست لأب[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا].
حيـاتهـــا:-


كانت حياتها رضي الله عنها مليئة بالأحداث والمواقف، وقد اختلفت الروايات وقيل أن أسماء بنت عميس كانت قبل الإسلام تحت حمزة بن عبد المطلب ابن عم رسول الله  أنجبت له ابنة " أمة الله" ثم من بعده كانت تحت شداد بن الهادي الليثي وأنجبت له عبدالله وعبد الرحمن ولكن قيل بعد ذلك أن المرأة التي كانت تحت حمزة وشداد هي سلمى بنت عميس وليس أسماء أختها.
تزوجت أسماء بنت عميس جعفر بن أبي طالب وأسلمت معه في وقت مبكر مع بداية الدعوة إلى دين الرشاد والهدى، حتى أنه كان إسلامها قبل دخول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بمــــكة.
كان زوج أسماء بنت عميس ابن عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد المدافعين عن الحق، الواقفين في وجه الظلم والكفر، ,أحد المؤازرين لرسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وكان رضي الله عنه مقرّبا من الرسول- صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام يوده ويقربّه وكان شبيها به- صلى الله عليه وسلم- فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول لجعفر:- " أشبهت خلق وخلقي"[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]. فكان ذلك يسر أسماء ويسعدها ذلك عندما ترى زوجها شبيها بأحسن الخلق وأفضلهم، فكان يحرّك فيها مشاعر الشوق عندها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم-[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا].
وكانت بالفعل نعم الزوجة الصالحة، المخلصة، الوفيّة، والمحبّة لزوجها، وحين أجمع رجال قريش على مقاطعة كل من دخل في دين الإسلام، أو آزر مسلما. فلما أذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة، كانت أسماء بصحبة زوجها من جملة المسلمين المهاجرين، متحملين أذى قريش وطغيانهم، كل ذلك في سبيل الله تعالى وتنفيذا لأوامر نبيهم عليه الصلاة والسلام، فخرجوا تاركين مكة فرارً بدينهم، شادين الرحال في سبيل الله، وكانت هذه الهجرة قد أقبلت بعد زواجهما بفترة حديثة، فانطلقا إليها، فقد كانت الهجرة قد وثقّت بينهما أكثر من السابق، وقد ملأ عليهما الإسلام كل ذاتيهما وكل ذرة في كيانهما، فقد كان نعم المؤمنين المجاهدين، الصابرين، الصادقين لا‘نهما كانا يعلمان أن ما عند الله تعالى خيرا وأبقى!!!
وصل المسلمون إلى الحبشة وكانت أسماء وزوجها في مقدمتهم وقد أقاموا في منزل متواضع صغير، تحيطه مرارة الغربة والقسوة ولكنه كان غنياً بالحب والمودة والاحترام الذي يملأ الزوجين. حقا لقد ملأ جعفر حياة أسماء بحلوها ومرها فساهمت مع زوجها أعباء نشر الحق والدعوة الإسلامية. أنجبت لجعفر وفي بلاد الحبشة أبناءه الثلاثة: عبدالله، و محمداً، وعوفاً، وكان ولدها عبالله أكثر شبهاً بأبيه حمزة الذي كان شبيها بالرسول عليه الصلاة والسلام فكان ذلك يدقدق مشاعرها ويبهجها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم-.[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]
ظلت أسماء بنت عميس- رضي الله عنها في ديار الغربة قرابة خمسة عشر عاماً. كانت مدة طويلة، أدت إلى حدوث كثير من الأحداث والمتغيرات في مختلف النواحي والصعد، وكان عليه الصلاة والسلام ، دائم السؤال عن المسلمين هناك، فكان يوفد موفدين ورسل ومن بينهم " عمرو بن أمية الضمري" رضي الله عنه ليزودهم عليه الصلاة والسلام بأحدث المستجدات، ويستطلع أخبارهم ويعلمهم بما جد من تنزيل و أحكام في دين الله، وفي خلال تلك الفترة وأثناء استقرار المسلمين في الحبشة، جاء وفد من قريش إلى ملك الحبشة ( النجاشي) يطالبونه بالمسلمين وإرجاعهم إلى مكة وكان من ضمن وفد قريش عمرو بن العاص، فقالوا:-" قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم"[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]. فما كان من النجاشي أن أرسل بطلب وفد المسلمين يسألهم بشأن هذا الأمر، فتقدم جعفر بن أبي طالب، زوج أسماء – رضي الله عنها- فقال:-" أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ..فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع الأوثان، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام..." فنشوّق النجاشي لسماع المزيد فسأله عن ما جاء به النبي- عليه الصلاة والسلام- من عند الله. فأسمعه من سورة مريم، فبكى النجاشي حتى أخضلّت لحيته، وبكت معه أساقفته، فقال النجاشي:-" إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يكيدهم أحد"[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]. فكان ذلك سببا في إسلام النجاشي، وكان النجاشي سببا في إسلام وفد قريش والذي كان من بينهم عمرو بن العاص.

كانت هذه حصيلة هجرة المسلمين إلى الحبشة، والذين صابروا وجاهدوا والذي لمسه النجاشي من سلوك المهاجرين، وكانت أسماء من بينهم، إحدى الداعيات بالقول والعمل والسلوك، وكان ذلك أول إختبار تجتازه.

عادت أسماء من الحبشة متوجهة إلى هجرة ثانية، كانت إلى المدينة المنورة، فتوجهت زائرة حفصة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم، فدخل عليهما عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قائلاً:- " لقد سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم"[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]. فغضبت- رضي الله عنها وقالت:-" أي لعمري لقد صدقت؟! كنتم مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم، يطعم جائعكم، ويعلّم جاهلكم، وكنّا البعداء الطرداء. أما والله لأتين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلأذكرن ذلك له، ولا أنقص ولا أزيد في ذلك".[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] فذكرت ذلك له، فقال:-" لكم الهجرة مرتين،هاجرتم إلى النجاشي! وهاجرتم إلّي"[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]. فسرّت بذلك وأثلج صدرها، ولم يكن ذلك نوعا من تطييب الخاطر وإراحة النفس لأسماء فقط، بل كان توضيحاً للحقيقة وقطعاً لدابر الفتنة، فهم تركوا مكة فارين بدينهم إلى الحبشة، فكانت " هجرة" وهم أنفسهم انتقلوا من الحبشة إلى المدينة فهذه " هجرة".

وبدأ الاختبار الجدّي الآخر لأسماء. بعد أن عادت من الحبشة وحلّت في المدينة، فرح الرسول – عليه الصلاة والسلام_ بعودتهما وقد صاحب ذلك فتح خيبرفقال:-" لا أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر؟ أو بقدوم جعفر؟"[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]. فمضت أسماء إلى بيت النبوة، تزور زوجاته وبناته، ومضى جعفر مع الرسول- عليه الصلاة والسلام- يشهد معه كل المشاهد حتى جاء يوم الاختبار الفعلي لأسماء، يوم استشهاد زوجها جعفر في موقعة مؤتة، فقد بلغ الرسول- عليه الصلاة والسلام- خبر استشهاده، فحزن حزناً شديداً عليه، فقد كانت له معزّة خاصة ومكانة عالية عند الرسول- عليه الصلاة والسلام- وكان مؤازرا، مدافعاً له، وكان خير الناس للمساكين، حنون، عطوف عليهم، وفوق هذا كله فهو شبيه الرسول- عليه الصلاة والسلام- لذلك كان حزنه عليه كبيراً، حين ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أسماء لكي يخبرها باستشهاد زوجها وقد روت الجليلة العفيفة أسماء عن نبأ وفاته[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]. " أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه، فأتاني رسول الله- صلى الله عليه وسلم_ ولقد هنأت( أي دبغت أربعين إهاباً من آدم) وعجنت عجيني، وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم, فدخل عليّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال:- " يا أسماء: أين بنو جعفر؟". فجاءت بهم، فقبلهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبكى فأحست أسماء بحدوث شيء لزوجها، فسألت النبي- عليه الصلاة والسلام- فقال لها:- " قتل جعفر اليوم" فقامت تصيح وتنحب، حتى اجتمع عليها الناس يهدئونها من روعها. فقال عليه الصلاة والسلام:-" يا أسماء لا تقولي هجراً ولا تضربي صدراً". وكان عليه الصلاة والسلام عندما يرى أسماء ويرى فيها الحزن البالغ وثورة البكاء العارمة، كان يطمئنها قائلاً: " يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع جبريل ومكائيل" فرد عليه السلام ثم قال صلوات الله عليه:" فعوضّه الله عن يديه جناحين يطير بهما حيث شاء.

وتمر الأيام والشهور وأسماء- رضي الله عنها- صابرة، مخلصة لذكرى زوجها، فكيف لا وقد كان الزوج والحبيب والرفيق، فظلت منكبة على تربية أولادها، تعلمهم، مبادئ الحق والتقوى، داعية إلى الله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. حتى تقدّم لها أبو بكر الصديق طالباً الزواج منها، فكان ذلك هدية من الله لأسماء الطاهرة العفيفة عن صبرها. فقبلت الزواج منه وانتقلت معه إلى بيت الزوجية، وكانت نعم الزوجة المخلصة، وكان هو مثال للزوج الصالح الذي تستمد منه نور الإيمان، وبقيت عنده إلى أيام خلافته، وأنجبت له ابنه " محمداً". وعندما أحس أبوبكرالصديق بدنو أجله، أوصى أسماء بتغسيله- رضي الله عنهما- وأوصاها إن كانت صائمة في ذلك اليوم أن تفطر، وهذا يدل على منتهى الحب والثقة التي كان يوليها لزوجته أسماء- رضي الله عنهما. وعندما حانت ساعة الموت، حزنت أسماء وهي تعجز عن النظر إليه، الذي كان يشع بالنور، فدمعت عيناها، وخشع قلبها فصبرت واحتسبت لله تعالى. فعندما قامت بتنفيذ الوصية الأولى بغسله، وقد أضناها الحزن العميق، نسيت الوصية الثانية، فقد كانت صائمة، فعندما غابت الشمس وحان موعد إفطارها، أخذت تسأل فهل تنفذ الوصية أم لا، فكان موقفا صعبا، أن وفاؤها لزوجها أبى عليها أن ترد عزيمة زوجها الراحل، رضي الله عنه، فدعت بماء وشربت.[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا].
أخذت أسماء على عاتقها الدعوة إلى الله وتربية أبنائها من جعفر وابنها محمد من أبي بكر ، تدعو الله أن يوفقهم، ويصلح الله بينهم. وبعد فترة وجيزة كان علي-كرم الله وجهه- ينتظر انتهاء عدتها، ليتقدم إليها، فهو رفيق رسول الله – صلى الله عليه وسلم-وصهره لابنته الراحلة فاطمة الزهراء، وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق، فكان وفاء لأخيه الحبيب جعفر، ولصديقه أبو بكر الصديق- رضي الله عنهما[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا].
تزوج علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- بأسماء بنت عميس، وعاشت معه، فكانت له صورة للمرأة المسلمة، والزوجة المؤمنة، وقد أنجبت له يحيى و عوناً، فكانت مثالاً لكل فتاة، ولكل زوجة وأم في كل زمان ومكان. كان علي- كرم الله وجهه- معجباً بها و بذكائها ورجاحة عقلها، فقد اختلف ولديها" محمد بن جعفر و محمد بن أبي بكر" فيما بينهما، وكل منهما يتفاخر بأبيه فقال كل منهما:-" أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك". وجعل علي- كرم الله وجهه- هذه المسألة لأسماء، فكان ذلك دلالة على أنه كان يريد منها أن تستخرج من فؤادها من الحب والوفاء، واختباراً لذكائها. فلم وقفت أسماء بين ولديها، قالت بكل ثقة ومن غير تردد:-" ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ولا كهلا خيراً من أبي بكر". فسكت الولدان، وتصالحا فقال علي مداعباً:-" فما أبقيت لنا؟".[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]
وهكذا كانت أسماء نموذجاً حياً لأخلاق القرآن والإسلام وأخذت تكبر في عين علي كرّم الله وجهه- حتى أصبح يردد في كل مكان " كذبتكم من النساء الخارقة، فما ثبتت منهن امرأة إلا أسماء بنت عميس".
وفاتها:


ظلت رضي الله عنها على مستوى المسؤولية التي وضعت لأجلها، زوجة لخليفة المسلمين، وكانت على قدر هذه المسؤولية لما كانت تمر عليها من الأحداث الجسام، حتى جاء على مسمعها مقتل ولدها محمد بن أبي بكر، فتلوت من الحزن والألم عليه، فعكفت في مصلاها، وحبست دمعها وحزنها، حتى شخب ثديها ( سال منها) دماً ونزفت، وتمر الأيام، والأحداث، حتى فجعت بمقتل زوجها الخليفة علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- فلم تعد قادرة على احتمال المصائب والأوجاع، حتى وقعت صريعة المرض، تتلوى من شدة الألم على فراق أزواجها الصحابة الطاهرين، وولدها محمد بن أبي بكر، وفاضت روحها إلى السماوات العلى، فرضي الله عنها. [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]


الخلاصة والنتائج التي استخلصت من الشخصية:-
تعد هذه الشخصية من خلال الدراسة عظيمة ، وذات أهمية، وتحتوي على دروس وعبر، ومن النتائج التي استخلصتها الباحثة من خلال دراستها للشخصية ما يلي:-

1- قوة الإيمان بالله ورسوله واستشهد بذلك موقفها العظيم من خلال هجرتها من مكة إلى الحبشة، فراراً بدينها، وذلك يعد مرتبة من مراتب الإيمان، ومن ثم هجرتها إلى المدينة، حيث واصلت جهدها وعذابها، شوقاً إلى لقاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم.

2- زوجة مخلصة وفية مع أزواجها الطاهرين، حيث كانت مجاهدة، مكافحة، صابرة على الشدائد وعلى مستوى العظمة التي تجلت في أزواجها الطاهرين، وسيدة فاضلة، تؤدي حق الزوجية دون ما تفريط أو إهمال أو انتقاص.

3- يشهد لها بالخلق الكريم، والمعدن الأصيل وعمق الإيمان الذي شهد به الرسول- صلى الله عليه وسلم- والأكثر تحملا واحتمالاً ووعياً وإدراكاً للمسؤولية.

4- حسن تنشئتها لأبنائها ورعايتها الصالحة لهم من غير تمييز بينهم، فهي أسمى صورة للمرأة المسلمة وللزوجة المؤمنة، وللأم الصالحة، التي تعطي دروساً لفتيات اليوم على تعاقب الزمن وتفاوت الأيام.

الخـاتمـــــــــة :




إن دراسة حياة العظماء أمثال أسماء بنت عميس- رضي الله عنها- زوجة جعفر الطيار، ابن عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم، والتي تزوجت أبي بكر الصديق- رضي الله عنه الذي يعد شيخ الإسلام، وعلي بن أبي طالب – كرم الله وجهه، ليس أمراً سهلاً.
وقد ذكرت الباحثة في هذه الرسالة ما كانت تتمتع به أسماء من حسن صحبة الزوج، والوفاء والإخلاص، وحسن التنشئة والرعاية الصالحة للأبناء، و دور الأم في إعداد براعم قوية الإيمان.
وقد رأيت تعميم الفائدة على القراء، وذلك عن طريق شرح مبسط عن حياة الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس- رضي الله عنها- حتى يتسنى لهم، معرفة الصحابية الجليلة عن قرب، و أتمنى من هذا التعميم أن يعطي الموضوع حقه، ذلك أن من واجب الفتاة المسلمة اليوم الإطلاع على سيرة العظيمات من النساء العربيات، أمثال أسماء بنت عميس، حتى تكون شموعاً تضيء في محافل حياتهن، على ذكريات الأيام، وتعاقب الأعوام.


الهوامش:


1. محمد سعيد مبيض، موسوعة حياة الصحابيات، ( 38،1).
2. بسام محمد حمامي، نساء حول الرسول، (363،1)
3. بتصرف
4. محمد علي قطب، نساء حول الرسول، (147،1)
5. السابق نفسه.
6. انظر السابق نفسه بتصرف.
7. بسام محمد حمامي،نساء حول الرسول(365،1)
8. انظر السابق نفسه.
9. السابق نفسه.
10. خالد عبد الرحمن العك،صورمن حياة صحابيات الرسول-صلى الله عليه وسلم(470،1)
11. محمد علي قطب، نساء حول الرسول(150،1)
12. .بتصرفعبد مهنا،أخبار النساء في العقد الفريد(139،1)
13. انظر محمد علي قطب،نساء حول الرسول(151،1)


قائمـــــة المراجع والمصادر


1- بسام محمد حمامي: نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم، دار العلم، دمشق، ص 364- 364
2- خالد عبد الرحمن العك:- صور من حياة صحابيات الرسول- صلى الله عليه وسلم، ج1، ط1، دار الألباب، دمشق، بيروت، 1989، ص 470- 471 .
3- عيد مهنا، أخبار النساء في العقد الفريد، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ص 139.
4- محمد سعيد مبيض:- موسوعة حياة الصحابيات، دار الثقافة، إدلب- سوريا، ص38-39 .
5- محمد علي قطب:- نساء حول الرسول، ج1 ، ط1 ، دار الدعوة للطباعة والنشر، الإسكندرية، 1995 ، ص151- 152 .












من مواضيع في المنتدى

0 المسجد الكرستالي‏
0 إتصال مباشر مع أبو أنس من قلب الحدث بغزة....
0 لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد النيروز فمن انتم يا شيعة ؟؟؟
0 هل يجوز جمع نيات متعددة ؟
0 كل تسجيلات أبو محمد الجديده ( ملك التسجيلات )




nary_jon
مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى nary_jon

البحث عن المشاركات التي كتبها nary_jon

09-09-2008
رقم المشاركة : 2









تاريخ التسجيل : Dec 2007
رقم العضوية : 1956
المشاركات: 1,955
بمعدل: 2.25 في اليوم
عدد النقاط: 10





رد: صحابيات حول الرسول صل الله عليه وسلم...
________________________________________






بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سمية أم عمار


أول شهيدة في الإسلام


المقدمة :

الحمدالله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه
الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فهذا البحث يكشف النقاب عن
شخصية مسلمة جديرة بالذكر وهي سمية بنت الخُباط أول شهيدة في الإسلام، استشهدت في
بداية الدعوة الإسلامية في مكة الكرمة على يد أبي جهل الذي لاقى مصرعه في غزوة بدر
ويتضمن موضوع البحث نسبها، وزواجها، وتعذيب المشركين لآل ياسر، وفاتها، ومصير
القاتل، .والدروس والعبر المستفادة في سيرة حياتها أرجو أن ينال هذا البحث استحسانكم
، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا هذا العمل إنه سميع مجيب
الدعاء، وصلى الله على النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم

: نسبها

سمية بنت الخُباط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيد استشهد في الإسلام، وهي ممن بذلوا
أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن
الأذى في ذات الله.كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة
ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار
ابنها. فرسول صلى الله عليه وسلم قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبوبكر الصديق فقد
منعه قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت
لهيب الشمس الحارقة
عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر
الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر ، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار،
وسمية أم عمار

:زواجها

كانت سمية بنت خباط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت
من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً
مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع
عبدالله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن
المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وانجب منها عماراً، فأعتقه
أبوحذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم
ياسر وأخوه عبدالله وسمية وعمار
:تعذيب المشركين لآل ياسر
عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على
الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم بنور الله-عزوجل- فعن عمار أن
المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء .إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر
وقد أنزلت آيه في شأن عمار في قوله عزوجل: (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من
أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)). وعندما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ما
وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف
تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم
هاجر عمار إلى المدينة عندما اشتد عذاب المشركين للمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد
والخندق وبيعة الرضوان والجمل واستشهد في معركة صفين في الربيع الأول أو الآخر من
سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن مناقبه، بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء
وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يمر بهم ويدعو الله -عزوجل- أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء
عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي
من بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى
قتلوها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون
بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة

:وفاتها

نالت سمية الشهادة بعد أن طعنها أبوجهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها.وكانت
سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لا يزح
زحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال
الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين

: مصير القاتل

أبوجهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي
الحكم.كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه
المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل
ولا يهمل
قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما
قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن
الحارث الخزرجي الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرbجي الأنصاري، رضي الله عنهما،
ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين
بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبدالله بن المسعود الذي أجهز عليه. ولقد
استشهد ابنا عفراء في هذه معركة رضي الله عنهما
قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف)) يوم بدر، إذ التفت فإذا عن
يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً
من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن
رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه،
((فشدا عليه مثل الصقرين،فضرباه حتى قتلاه
((بعد مقتل أبا جهل، قال النبي صلى الله لعمار بن ياسر (( قتل الله قاتل أمك

:الدروس والعبر في سيرة حياة سمية

سمية بن الخُباط هي من أهم المجاهدات المسلمات اللواتي احتملن الأذى والعذاب، الذي
كان يلقاه المسلمون على أيدي المشركين في ذلك الوقت. وهي ممن بذلوا الغالي والنفيس
في ذات الله تعالى
كان إيمانها القوي بالله تعالى هو سبب ثباتها على الإسلام ورفضها ديناً غيره، فقد
وقر الإيمان في قلبها وذاقت لذته وأيقنت أنه فيه سعادتها في الدنيا والآخره، فوكلت
أمرها إلى الله تعالى محتسبه وصابرة أن يجزيها الله تعالى خيراً على صبرها ويعاقب
المشركين، ونستشف من قصة سمية أن الله سبحانه وتعالى يمهل، ولا يهمل وأنه مهما طال
الأمد، فإن كل إنسان سوف يأخذ جزاءه عاجلاً أم أجلاً


:قائمة المراجع والمصادر.الاستيعاب في معرفة الأصحاب، يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر، نهضة مصر
.للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة- القاهرة
.أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير، الشعب، 555-630هـ
الإصابة في تميز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، دار نهضة مصر للطبع والنشر،
.الفجالة-القاهرة، 773-852هـ
.الطبقات الكبرى، ابن سعد، دار الصادر، بيروت-لبنان
.محمود شيت خطاب، مجلة الأمة،ع6، ص 18، 1406 هـ
حقوق الطبع محفوظة ©️ نساء عربيات، 4/6/2000م .











من مواضيع في المنتدى

0 شرح الاربعين النووية
0 دجاج مع معكورنة أوزو (2)
0 اين أنتم يا شيعة عن أطفال غزة ؟؟؟
0 هَمٌّ فحزنٌ فعجزٌ فكسلٌ
0 أيها الشيعي هل أنت ممن يشركون بالله




nary_jon
مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى nary_jon

البحث عن المشاركات التي كتبها nary_jon

09-09-2008
رقم المشاركة : 3









تاريخ التسجيل : Dec 2007
رقم العضوية : 1956
المشاركات: 1,955
بمعدل: 2.25 في اليوم
عدد النقاط: 10





رد: صحابيات حول الرسول صل الله عليه وسلم...
________________________________________




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أم الدحداح الأنصارية

رضي الله عنها

المقدمـة:
الحمد الله رب العالمين ونصلي ونسلم على خير الخلق أجمعين، نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم، أحمده تعالى الذي جعل الدنيا متاعاً وخير متاعها المرأة الصالحة، أما بعد،

أم الدحداح الأنصارية

- أم الدحداح الأنصارية واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في تاريخ الإسلام، وهي واحدة ممن آثرن نعيم الآخرة المقيم على متاع الدنيا الزائل.

- أسلمت أم الدحداح حين قدم مصعب بن عمير المدينة سفيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو أهلها إلى الإسلام حيث كانت ممن ناله شرف الدخول في الإسلام، كما أسلمت أسرتها كلها، ومشوا في ركب الإيمان.

- زوجها الصحابي الجليل أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار، وأحد فرسان الإسلام، وأحد الأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم، والسائرين على نهجه الباذلين في سبيل الله نفسهم وأرواحهم وأموالهم.

- وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها، غنية في ثمرها، فلما نزل قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً) قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال: (نعم يريد أن يدخلكم الجنة به) قال: فإني إن أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي الدحادحة معي في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم) قال : فناولني يدك. فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: إن لي حديقتين: إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضاً لله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اجعل إحداهما لله ، والأخرى دعها معيشة لعيالك)، قال : فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة، قال : (إذاً يجزيك الله به الجنة).

فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح ، وهي مع صبيان في الحديقة تدور تحت النخل ، فأنشأ يقول :

هداك الله سبل الرشاد..........................................إل ى سبيل الخير والسداد
بيني من الحائط بالوداد..................................... فقد مضى قرضاً إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي..................................... بالطوع لا من ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد....................................ارتحلي بالنفس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد..........................................قدمه المرء إلى المعاد

قالت أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:
بشرك الله بخير وفرح......................................... مثلك أدى ما لديه ونصح
قد متع الله عيالي ومنح ...............................بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله قد كدح................................. طول الليالي وعليه ما اجترح

ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح).

- وكان أبو الدحداح رضي الله عنه مثالاً فريداً في التضحية والفداء، فإنه لما كانت غزوة أحد أقبل أبو الدحداح والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم، فجعل يصيح : يا معشر الأنصار إلي أنا ثابت بن الدحداحة ، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم ، فنهض إليه نفر من الأنصار ، فجعل يحمل بمن معه من المسلمين ، وقد وقفت له كتيبة خشناء ، فيها رؤساؤهم ، خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم ، وحمل عليه خالد ابن الوليد الرمح فأنفذه فوقع ميتاً رضي الله عنه، واستشهد أبو الدحداح فعلمت بذلك أم الدحداح ، فاسترجعت ، وصبرت ، واحتسبته عند الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

صور من سير الصحابيات ، لعبدالحميد السحيباني ، ص 193



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

يتبع إنشاء الله تعالى












من مواضيع في المنتدى

0 عبادة الاحتساب
0 أيها الشيعي هل أنت ممن يشركون بالله
0 المسجد الكرستالي‏
0 هداية الرحمن فى تجويد القرآن
0 *أعشاب تخفيف الوزن




nary_jon
مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى nary_jon

البحث عن المشاركات التي كتبها nary_jon

09-09-2008
رقم المشاركة : 4







تاريخ التسجيل : Jun 2007
رقم العضوية : 105
المشاركات: 1,334
بمعدل: 1.25 في اليوم
عدد النقاط: 10





رد: صحابيات حول الرسول صل الله عليه وسلم...
________________________________________

بارك الله فيك اختنا الفاضلة // ناري جون

ثبت الموضوع وتسجيل متابعة ان شاء الله.











من مواضيع في المنتدى

0 فتح المدائن.. سقوط إمبراطورية الفرس
0 حقد الرافضة على الدولة السعودية وعلى ولاة أمرها وعلمائها
0 هل تعلمون من هي ملكه جمال الجنه؟؟؟؟
0 أحاديث شعبانية مشتهرة غير ثابتة
0 تفضل رابط 180 محاضرة للشيخ خالد الراشد من موقع الصوت الإسلامي مهم جدا




محب ابن الخطاب
مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى محب ابن الخطاب

البحث عن المشاركات التي كتبها محب ابن الخطاب

09-16-2008
رقم المشاركة : 5









تاريخ التسجيل : Dec 2007
رقم العضوية : 1956
المشاركات: 1,955
بمعدل: 2.25 في اليوم
عدد النقاط: 10





رد: صحابيات حول الرسول صل الله عليه وسلم...
________________________________________

جزاك الله خير أخي محب ابن الخطاب

نكمل باقي حياة الصحابيات











من مواضيع في المنتدى
0 درس البغدادي مكانة الأنبياء عليهم السلام بغرفة السرداب منهاج السنة
0 فوائد النعناع ومميزاته
0 فتح باب التبرعات لنصرة اهلنا في غزه...
0 عبادة الاحتساب
0 ما الفرق بين الآيتين يا أيها المزمل ويا أيها المدثر ؟




nary_jon
مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى nary_jon

البحث عن المشاركات التي كتبها nary_jon

09-16-2008
رقم المشاركة : 6









تاريخ التسجيل : Dec 2007
رقم العضوية : 1956
المشاركات: 1,955
بمعدل: 2.25 في اليوم
عدد النقاط: 10





رد: صحابيات حول الرسول صل الله عليه وسلم...
________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم رحمة الله وبركاته

لبابة بنت الحارث


لبابة بنت الحارث ، هي زوج العباس بن عبد المطلب ، عم النبي صلى

الله عليه وسلم ، وأم أولاده الرجال الستة النجباء الذين لم تلد امرأة

مثلهم وهم : الفضل ، وعبد الله ، وعبيد الله ، ومعبد ، وقثم ، وعبد

الرحمن.


- وفيها قال عبد الله بن يزيد الهلالي :

ما ولدت نجيبة من فحل............................. بجبل نعلمه وسهل

كسته من بطن أم الفضل ...........................أكرم بها من كهلة

وكهل

عم النبي المصطفي ذي الفضل..................... وخاتم الرسل وخير

الرسل
- أسلمت أم الفضل قبل الهجرة ، وهي أول امرأة أسلمت بعد خديجة

أم المؤمنين رضي الله عنها ، وكان ابنها عبد الله يقول : كنت أنا وأمي من المستضعفين

من النساء والولدان.

- كانت أم الفضل رضي الله عنها شجاعة في الحق لا تخشى لومة لائم ، والموقف الآتي

يصور لنا ذلك : قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت غلاماً للعباس ،

وكان الإسلام فأسلم العباس سراً ، وأسلمت أم الفضل ، وأسلمت ، وكان العباس يهاب

قومه.

وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا

صنعوا، لم يتخلف منهم رجل إلا بعث مكانه رجلاً.

فلما جاء الخبر من مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه، فوجدنا في أنفسنا قوة

وعزاً قال: وكنت رجلاً ضعيفاً، أعمل الأقداح أنحتها في حجرة زمزم، فوالله إني لجالس

وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرنا ما جاءنا من الخير، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر

حتى جلس. فبينما هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث قد قدم. فقال أبو لهب:

هلم إلي، فعندك لعمري الخبر، فجلس إليه والناس قيام عليه، فقال: يا ابن أخي، أخبرني

كيف أمر الناس ؟ فقال أبو سفيان : والله ما هو إلا أن لقينا القوم حتى منحناهم أكتافنا

يقتلوننا كيف شاؤوا ، ويأسروننا كيف شاؤوا ، وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس ، لقينا رجالاً

بيضاً على خيل بلق بين الناس ، والأرض والله لا يقوم لها شيء.

قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك والله الملائكة ! فرفع أبو لهب يده

فضرب بها في وجهي ضربة شديدة، وكنت رجلاً ضعيفاً، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد

الحجرة، فأخذته فضربته به ضربة فلقت في رأسه شجة منكرة، وقالت: استضعفته أن غاب

عنه سيده !! فقام أبو لهب مولياً ذليلاً، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة –

وهي بثرة تخرج بالبدن فتقتل وهي تشبه الطاعون - فقتلته.

- ومن أخبار أم الفضل رضي الله عنها ما رواه ابن سعد في طبقاته والترمذي في سننه أن

أم الفضل رضي الله عنها رأت في منامها حلماً عجيباً فذهبت لتوها إلى رسول الله صلى الله

عليه وسلم وقالت: يا رسول الله، رأيت فيما يرى النائم كأن عضواً من أعضائك في بيتي !!

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً وترضعينه بلبان ابنك

قثم).

- وخرجت أم الفضل بهذه البشرى الكريمة، وما هي إلا فترة وجيزة حتى ولدت فاطمة

الحسين بن علي رضي الله عنهما فكفلته أم الفضل. قالت أم الفضل: فأتيت به رسول الله

صلى الله عليه وسلم فهو ينزيه ويقبله، إذ بال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

(يا أم الفضل أمسكي ابني فقد بال علي).

قالت: فأخذته، فقرصته قرصة بكى منها، وقلت: آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلت

عليه، فلما بكى الصبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أم الفضل آذيتني في بني،

أبكيته).

ثم دعا بماء، فحدره عليه حدراً، ثم قال: إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً، وإذا كان جارية

فاغسلوه غسلاً).

- ومن أخبار أم الفضل وفيها دلالة على حكمتها أن ناساً من الصحابة تماروا يوم عرفة في

صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: وهو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم.

فأرسلت أم الفضل إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره حصل عند القوم.

- توفيت في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.



صور من سير الصحابيات ، لعبد الحميد السحيباني ، ص 241












من مواضيع في المنتدى

0 هل فعلا المرأة لما تلد يمحى جميع ذنوبها ؟
0 ظالما أم مظللوما أنت ؟؟؟
0 شروط التدخين فى رمضان
0 كلمات تؤدي إلى جهنم!! يجب الحذر
0 نــاري جوون محتارة وتريد الإجابة من لها يا شيعه ؟؟




nary_jon
مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى nary_jon

البحث عن المشاركات التي كتبها nary_jon

09-16-2008
رقم المشاركة : 7









تاريخ التسجيل : Dec 2007
رقم العضوية : 1956
المشاركات: 1,955
بمعدل: 2.25 في اليوم
عدد النقاط: 10





رد: صحابيات حول الرسول صل الله عليه وسلم...
________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميلة بنت سعد بن الربيع

نحن الآن مع سيرة صحابية جليلة استشهد أبوها في غزوة أحد ،

وكانت أمها حاملاً بها ، ووضعتها بعد عدة أشهر من استشهاد والدها.

- إنها جميلة بنت سعد بن الربيع رضي الله عنهما ، والتي اشتهرت

بكنيتها (أم سعد).

- نشأت رضي الله عنها يتيمة في حجر أبي بكر الصديق رضي الله

عنه واقتبست من أخلاقه الكريمة ، ومن خصاله الحسان ما رفع

مكانتها ، وطيب سيرتها

- وقد أنزل الله عزل وجل في شأن أم هذه الصحابية وأختيها قرآناً

يتلى إلى يوم القيامة ، ذلك أنه لما استشهد سعد بن الربيع في أحد ،

جاء أخوه فأخذ ميراث سعد ، وكان لسعد بن الربيع بنتان ، وكان

المسلمون يتوارثون على ما كان في الجاهلية ، لأن أهل الجاهلية

كانوا يجعلون جميع الميراث للذكور دون الإناث حتى استشهد سعد بن

الربيع رضي الله عنه ، فلما أخذ عمهن الميراث كانت عمرة زوج

سعد امرأة حازمة عاقلة صابرة ، فساءها ما صنع أخو زوجها ،

وفزعت تشكو ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم لينطق بحكم

الله تعالى ولينقذها وابنتيها من ظلم الجاهلية.

- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : جاءت امرأة سعد بن

الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ،

هاتان ابنتا سعد بن الربيع ، قتل أبوهما معك في يوم أحد شهيداً ، وإن

عمهما أخذ ما لهما فلم يدع لهما مالاً ، ولا ينكحان إلا لهما مال.

- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقضي الله في ذلك ).

فنزلت آية الميراث، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى

عمهما فقال : (أعط ابنتي سعد الثلثين ، وأمهما الثمن وما بقي فهو لك).

- تزوجت أم سعد رضي الله عنها من زيد بن ثابت الأنصاري ، كاتب

الوحي والمصحف ، وأحد الأذكياء النجباء من أصحاب محمد صلى الله

عليه وسلم فاستفادت أم سعد رضي الله عنها من زيد في فقهه وعلمه

ما جعلها في مقدمة العالمات الفقيهات من نسوة الأنصار رضي الله

عن الجميع.

- وولدت أم سعد لزيد عدداً من الأبناء النجباء هم : خارجة ، وسليمان

، ويحيى ، وعمارة ، وإسماعيل ، وأسعد ، وعبادة ، وإسحاق ، وحسنة

، وعمرة ، وأم إسحاق ، وأم كلثوم.

- وهذه الصحابية الجليلة أم سعد هي التي حكت ما حدث لأم عمارة

رضي الله عنها في غزوة أحد ، قالت رضي الله عنها : دخلت على أم

عمارة رضي الله عنها فقلت لها : يا خالة أخبريني خبرك ، فقالت :

خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ، ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه ، والدولة

والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى

الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمي عن

القوس حتى خلصت الجراح إليّ ، قالت أم سعد : فرأيت على عاتقها

جرحاً أجوف له غور ، فقلت لها: من أصابك بهذا ؟ قالت أم عمارة:

ابن قمئة أقمأه الله ، لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم أقبل يقول : دلوني على محمد ، لا نجوت إن نجا ، فاعترضت له

أنا ومعصب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم فضربني هذه الضربة. ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن

عدو الله كان عليه درعان.




صور من سير الصحابيات ، لعبدا لحميد السحيباني ، ص261












من مواضيع في المنتدى

0 لكل شيعي عاقل حتى لا تنخدع
0 مسيحي سيرياني آرثوذكسي يعلن إسلامه في نورشوبينغ ع
0 مسائل في النظر وفوائد غض البصر
0 الشيخ الشيعي رفسنجاني يقول المهدي خراااافة
0 الإمامة بالجزء الرابع بين أبا المنذر وأسد الحق




nary_jon
مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى nary_jon

البحث عن المشاركات التي كتبها nary_jon

09-16-2008
رقم المشاركة : 8









تاريخ التسجيل : Dec 2007
رقم العضوية : 1956
المشاركات: 1,955
بمعدل: 2.25 في اليوم
عدد النقاط: 10





رد: صحابيات حول الرسول صل الله عليه وسلم...
________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيماء بنت الحارث السعدية ، امرأة بدوية من بني سعد .

- وهي ابنة حليمة السعدية التي كانت من بين مراضع بني سعد حين

انطلقن إلى مكة يلتمسن الأطفال لإرضاعهم ، فلم يطل مكثها بمكة حتى

عادت تحمل معها طفلاً ، ولم يكن هذا الطفل الرضيع سوى محمد بن

عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أرضعته حليمة ، وطرحت البركة

في كل ما عندها .

- وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء سنتين ترضعه

حليمة ، وتحضنه ابنتها الشيماء بنت الحارث بن عبدا لعزى بن رفاعة

السعدية أخت الرسول صلى الله عليه وسلم – من الرضاعة.


- وقد كان عليه الصلاة والسلام يخرج مع أولاد حليمة إلى المراعي ،

وأخته الشيماء تحضنه وتراعيه ، فتحمله أحياناً إذا اشتد الحر ، وطال

الطريق ، وتتركه أحياناً يدرج هنا وهناك ، ثم تدركه فتأخذه بين

ذراعيها وتضمه إلى صدرها ، وأحياناً تجلس في الظل ، فتلعبه

وتقول :

يا ربنــــا أبق لنا محمداً..................حتى أراه يافـــعاً وأمـــردا

ثم أراه سيداً مســــــــــــوداً................واكبت أعاديه معاً والحسدا

*وأعطه عزاً يدوم أبداً*

-قال محمد بن المعلى الأزدي : وكان أبو عروة الأزدي إذا أنشد هذا

يقول : ما أحسن ما أجاب الله دعاءها.

- وأقام النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد إلى الخامسة من

عمره ينهل من جو البادية الطلق الصحة والنماء ، ويتعلم من بني سعد

اللغة المصفاة الفصيحة. وقد تركت هذه السنوات الخمس في نفسه

الكريمة أجمل الأثر وأبقاه ، وبقيت الشيماء وأهلها وقومها موضع

محبته وإكرامه طوال حياته – عليه الصلاة والسلام.

- ذكر الإمام ابن حجر في الإصابة أن الشيماء لما كان يوم هوازن

ظفر المسلمون بهم ، وأخذوا الشيماء فيمن أخذوا من السبي ، فلما

انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، إني

لأختك من الرضاعة. قال : وما علامة ذلك ، قالت : عضة عضضتها

في ظهري ، وأنا متوركتك ، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم

العلامة ، فبسط لها رداءه ، ثم قال لها : ههنا ، فأجلسها عليه ،

وخيّرها ، فقال : إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة ، وإن أحببت

أن أمتعك فارجعي إلى قومك ، فقالت : بل تمتعني وتردني إلى قومي ،

فمتعها وردها إلى قومها.

- ولم يتوقف إكرام النبي صلى الله عليه وسلم للشيماء عند هذا فحسب

، بل شمل ذلك بني سعد جميعهم ، ومعلوم أن بني سعد من هوازن ،

وذلك أنه لما انتصر عليهم يوم حنين وغنم أموالهم ونسائهم وذراريهم

، عند ذلك جاءه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا، فقالوا : يا رسول

الله ، إنا أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن

علينا من الله عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد أبو صرد فقال : يا

رسول الله ، إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن

يكفلنك ، ولو أنك ملحنا لابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ، ثم

أصابنا منها مثل الذي أصابنا منك ، رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت

رسول الله خير المكفولين ، ثم أنشأ يقول :

امنن علينا رسول الله في كرم.........فإنك المرء نرجوه وننتظر

امنن على بيضة قد عاقها قدر........ممزق شملها في دهرها غير

أبقت لنا الدهر هتافاً على حزن........على قلوبهم الغمّاء والغمر

يا خير طفل ومولود ومنتجب .......في العالمين إذا ماحصل البشر

إن لم تدراكها نعماء تنشرهــا......ياأرجح الناس حلماً حين يختبر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها....إذ فوك تملؤه من مخضهاالدرر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها.......وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

لا تجعلنا كمن شالت نعامتــــه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اسماء الصحابيات وصفاتهن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: